Yasser Dossari وجاءت سكرة الموت بالحق ياسر الدوسري سورة ق - YouTube
27-03-2015, 10:33 AM #1 وجاءت سكرة الموت بالحق قال تعالى: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وشَهِيدٌ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ}. المناسبة: بعد أن ذكر استبعادهم للبعث، ورد عليهم بتحقيق قدرته تعالى وعلمه، وبين أن جميع أعمالهم محفوظة مكتوبة عليهم، أتبع ذلك ببيان ما يلاقونه لا محالة من الموت والبعث وما يتفرع عليه من الأحوال والأهوال. القراءة: قرأ الجمهور: {سَكْرَةُ}.. بالإفراد، وقرأ ابن مسعود {سكرات} بالجمع، وقرأ الجمهور بفتح التاء في {كُنْتَ} والكاف في {عَنْكَ} و {غِطَاءَكَ} و {فَبَصَرُكَ} وقرئ بكسر التاء والكاف. وقرأ الجمهور {عَتِيدٌ} بالرفع وقرئ بالنصب. المفردات: {سَكْرَةُ الْمَوْتِ} شدته الذاهبة بالعقل عند النزع. {بِالْحَقِّ} أي بحقيقة الأمر الذي نطقت به كتب الله ورسله أو حقيقة الأمر وجلية الحال من سعادة الميت وشقاوته. أو بالأمر الثابت الذي لا بُد أن يكون.
وقوله - تعالى -: ﴿ فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [الواقعة: 86، 87]، معناه: فهلاَّ تُرجِعون هذه النفس التي قد بلغت الحلقوم إلى مكانها الأول، ومقرها في الجسد ﴿ إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴾، قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: " يعني: محاسبين "، وروي عن مجاهد، وعكرمة، والحسن، وقتادة، والضحاك والسدي، وأبي حرزة مثله. وقال سعيد بن جبير والحسن البصري - رحمهما الله -: ﴿ فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [الواقعة: 86، 87]، غير مصدِّقين أنكم تدانون وتُبعَثون وتُجزَون، فرُدُّوا هذه النفس". وقال مجاهد: ﴿ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴾: غير موقنين، وقال ميمون بن مهران: غير معذَّبين مقهورين.
دعوه يستريح فانه كان له غم الدنيا... وان الكافر اذا احتضر اتته ملائكة العذاب بمسبح, فيقولون اخرجي مسخوطا عليك الى عذاب الله فتخرج كانتن ريح جيفة حتى ياتو به باب الارض فيقولون ما انتن هذه الريح حتى ياتو به ارواح الكفار.
وقوله: ﴿ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا ﴾ [ق: 22] محكي بإضمار قول هو: إما صفة أخرى، وإما على سبيل الاستئناف البياني، كأنه قيل: فماذا يفعل بها؟ فقيل: يقال: لقد كنت في غفلة من هذا، وقرأ الجمهور بفتح تاء الخطاب حملًا على لفظ كل من التذكير أو على التأويل بالشخص كما في قول جبلة بن حريث: يا نفسُ، إنك باللذاتِ مسرورُ *** فاذكرْ، فهلْ ينفعَنْك اليومَ تذكيرُ وأما من قرأ بكسر التاء فالخطاب للنفس، وكذلك الشأن فيمن قرأ: (غطاءك فبصرك) على التذكير أو التأنيث.
فأراد المسلمون أن يعرفوا سبب ضعفه الذي بدا ظاهرا عليه فجأة فقالوا لزوجته: ما لعمر قد تغير؟ قالت: والله ما ينام الليل ووالله إنه ليأوي إلى فراشه فيتقلب كأنه نائم على الجمر, ويقول: آه لقد توليت أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم وسوف يسألني يوم القيامة الفقير والمسكين والطفل والأرملة. ويحكى عنه أيضا, أنه خرج من صلاة العيد فلما مر بالمقبرة وقف وبكى بكاء طويلا ثم قال: يا أيها الناس هذه قبور أجدادي وآبائي وإخواني... وجيراني. أتدرون ماذا فعل بهم الموت؟ ثم بكى بكاء طويلا... فقال الناس: ماذا فعل يا أمير المؤمنين؟ قال: يقول الموت: إنني فقأت الحدقتين, وأكلت العينين, وفصلت الكفين عن الساعدين, والساعدين من العضدين, والعضدين من الكتفين, والقدمين من الساقين, والساقين من الركبتين, وفصلت كل شيء على حدة. ثم بكى فبكى الناس جميعا البار والفاجر.... أتيت القبور فناديتـها ******* أين المعظم والمحــتقر تفانوا جميعا فما مخبر ******* وماتوا جميعا ومات الخبر قال الله الملك الجبار المتكبر المتعال: { وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد* ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد * وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد * لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد}.
وقوله {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ} معطوف على قوله {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ} والمراد النفخة الثانية. وقوله {ذَلِكَ} الإشارة فيه إلى الزمان المفهوم من نفخ فإن الفعل كما يدل على الحدث يدل على الزمان. أي يوم النفخ. وقيل الكلام على حذف المضاف أي وقت ذلك، وإنما قال: {يَوْمُ الْوَعِيدِ} مع أنه يوم الوعد أيضاً لتهويله ولذلك بدئ ببيان حال الكفرة. وقوله {مَعَهَا سَائِقٌ} معها خبر مقدم وسائق مبتدأ مؤخر والجملة في حل جر صفة لنفس. وجوز أن تكون في محل رفع صفة لكل. وأنكر أبو حيان على الزمخشري إنكاراً شديداً لما جعلها في محل نصب على الحال من كل لتعرفه بالإضافة إلى ما هو في حكم المعرفة، قال أبو حيان: هذا كلام ساقط لا يصدر عن مبتدئ في النحو لأنه لو نعت كل نفس لما نعت إلا بالنكرة. فهو نكرة على كل حال فلا يمكن أن يتعرف كل وهو مضاف إلى نكرة. وقوله: {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا} محكي بإضمار قول هو إما صفة أخرى وإما على سبيل الاستئناف البياني كأنه قيل: فماذا يفعل بها! فقيل: يقال: لقد كنت في غفلة من هذا، وقرأ الجمهور بفتح تاء الخطاب حملاً على لفظ كل من التذكر أو على التأويل بالشخص كما في قول جبلة بن حريث: يا نفس إنك باللذات مسرور فاذكر وهل ينفعك اليوم تذكير وأما من قرأ بكسر التاء فالخطاب للنفس.
(الصور) القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل، (الوعيد)؛ أي: يوم إنجاز العذاب الموعود للكفار، (سائق) حاثٌّ على السير من الملائكة، (شهيد) أي مخبر بأعمالها، قيل: هو ملك آخر يشهد عليها بما فعلت، وقيل: الشهيد الكتاب الذي يلقاه منشورًا، وقيل: السائق والشهيد ملك واحد جامع بين الوصفين، كأنه قيل: معها يسوقها ويشهد عليها، (غفلة) لهو وسهو، (كشفنا) أزحنا، (غطاءك) حجاب غفلتك، (حديد) نافذ قوي، (قرينه) الملك الذي يسوقه أو الملك الموكل بتعذيبه من زبانية جهنم، (عتيد) معد حاضر. التراكيب: قوله: ﴿ وجاءت سكرة الموت بالحق ﴾ الواو للعطف على (إذ يتلقى)، والباء في بـ(الحق) للتعدية أي: أحضرت سكرة الموت الحق، ويجوز أن تكون للحال؛ أي: متلبسة بالحق، والتعبير بالماضي في هذا والذي بعده للإيذان بتحقيق الوقوع.