وما إن مرت الأيام والليالي حتى أصيب بدعوة مظلوم، وإذا به يصبح سجيناً في جزيرة من الجزر البعيدة في البحر، وإذا ببناته أصبحن يتكففن الناس على الأبواب يطلبن اللقمة واللقمتين، وإذا بزوجته تلك التي خاضت في ماء الورد وتراب المسك أصبحت تخيط الملابس للناس من الجوع، ومن ضيق ذات اليد، فقال الملك لوالده ذات ليلة وهو مسجون معه في البحر: يا أبتي! أما ترى ما حلَّ بنا؟ بأي سببٍ هذا الذي حلَّ بنا؟! فقال الوالد: يا بُنَيَّ! دعوة مظلوم سرت في الليل ونحن نيام.. (وعزتي وجلالي لأنصرك ولو بعد حين). وكتب أحد الولاة للخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يطلب مالاً كثيراً ليبني سوراً حول عاصمة الولاية. فأجابه عمر: وبماذا تنفع الأسوار؟؟ حصنها بالعدل ونقي طرقها من الظلم. وأرسل أحد الولاة إليه رسالةً قال فيها: يا أمير المؤمنين إنَّ أُناساً قد اغتصبوا مالاً ليس لهم، لستُ أقدر على استخراجه منهم، إلا أن أمسَّهم بالعذاب، فإن أذنت لي فعلته. فقال: يا سبحان الله.. أتستأذنني في تعذيب بشر ؟ وهل أنا لك حصنٌ من عذاب الله ؟ وهل رضائي عنك يُنجيك من سخط الله ؟ أقم عليهم البيِّنة، فإن قامت فخذهم بالبيِّنة، فإن لم تقُم فادعهم إلى الإقرار، فإن أقرّوا فخذهم بإقرارهم، فإن لم يُقرّوا فادعهم لحلف اليمين، فإن حلفوا فأطلق سراحهم، وايمُ الله لأن يلقوا الله بخيانتهم، أهون من أن ألقى الله بدمائهم.
زفّت الحشود جنازة الشهيد ووصل قريته ودفن في مقابر أهله، كما تمّ دفن الأربعة الذين حُكم عليهم بالقصاص. وإذا كانت قضية الأغبري قد طوت صفحة من صفحات الوجع اليمني إلا أن آلاف القضايا لايزال مسكوت عنها، ولايزال الأسرى يعانون خلف جدران السجون ؟ هناك من يموت تحت التعذيب في سجون اليمن، شماله وجنوبه، أو في تلك الجزر البعيدة التي يتم إرسال السجناء إليها. هناك من يخرجون من السجون وقد أنهكتهم سنوات السجن ونالت منهم الأمراض، فيموتون ببطء دون أن ينصفهم القضاء من قاتليهم. لقد أثبت القضاء في صنعاء أن له كلمته، التي لا تتأثر بالوصاية القبلية وغيرها، فهل يكون له دور في تحريك ملف الأسرى في سجون الحوثيين؟ وهل يكون للقضاة في مناطق الشرعية كلمتهم، وهل يكون للقضاة في عدن كلمتهم؟ هل نسمع عن تحريكٍ لملفات المضطهدين والمعتقلين في كل السجون؟ هل يتضامن الشعب، ويتعاون المحامون وينتصر القضاء لأولئك الذين لم تصلنا مشاهد تعذيبهم في أقبية السجون؟ هل تتوقف رحى الحرب ؟ هل يعود لليمن أمنُه ؟ هل يتصالح الفرقاء؟ هل يلتئم جرح اليمن؟ اقرأ أيضاً: tagged with اليمن, سعاد الحدابي, عبدالله الأغبري تصفّح المقالات
بينما تغوص فى تفاصيل طريقة السداد, وما مقدار المال الذى ستضطر لإقتراضه من والدك, يخرجك من هذه الفكرة اللطيفة, صوت احد امناء الشرطة وهو يقف امامك بطوله الفارع وعرضه الذى لا ينتهى, ناهيك عن هذا الكرش الذى يصل إلى 3 مترات الى الامام, ورائحته النفاذة, كيف يخرج هذا الكم من العرق من شخص واحد ؟!, يناديك بصوت فقد الحياة " بطاقتك ؟! ", تنظر فى عينه نظرة الاستفهام ؟!, بينما تلاحظ ان عينه لا تحمل اى دليل على مرور الروح فى هذا الكائن البشرى - إن صح التعبير - لا تجد امامك بديل سوى ان تخرج محفظتك وتعطيه البطاقة. ينظر بتمعن إلى الصورة, يضيف بنبرة المكتشف العظيم كولومبس حينما اكتشف امريكا الجنوبية فى لحظة ظفر " اللى فى الصورة ده مش شبهك ؟! ", لا تنسى ان تلاحظ ابتسامة السخرية على وجهه. " فعلاً!! ", تكفى هذه الكلمة لتخرجه عن شعوره, لم يكن هذا سؤالاً, انما كان إقرارُ بعدم مشابهتك لصورتك انت فى البطاقة التى تحملها انت لتعبر عن تواجدك القانونى, يبتسم الامين فى خبث, يبدو انه سيظفر بضحيته الاولى هذا الصباح. " ايه اللى فى الشنطة اللى على ضهرك دى ؟! ", كل ما يحتاج إليه الآن هو ورقة مكتوب عليها اى شئ يمكن استخدامه للشك فيك, اى شئ يعبر عن نوياك الخبيثة ضد الدولة وهيبتها, الدولة, اى دولة ؟!.
الصفحة غير موجودة ٤٠٤ بحث
عدالة عمر بن الخطاب عن عبدالله بن عمر قال اشتريت إبلاً ورجعتها إلى الحِمىَ فلما سمنت قال: فدخل عمر رضوان الله عليه السوق فرأى إبلاً سماناً فقال: لمن هذه الإبل السمينة؟ فقيل: لعبدالله بن عمر، فجعل يقول: يا عبدالله بن عمر يا عبدالله بن عمر.... ابن أمير المؤمنين، قال: فجعلت أسعى فقلت: مالك يا أمير المؤمنين؟ قال: ما هذه الإبل؟ قلت: إبل اشتريتها وبعثت بها إلى الحِمىَ، ما يبتغي المسلمون، قال: يقال ارعوا إبل ابن أمير المؤمنين، اسقوا إبل ابن أمير المؤمنين، يا عبدالله ابن عمر، أغد على رأسمالك، واجعل باقيه في بيت مال المسلمين. الظلم مرتعه وخيم قال صفي الدين الحلي: لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً/ فالظلم مصدره يفضي إلى الندمِ/ تنام عيناك والمظلوم منتبه/ يدعو عليك وعين الله لم تنمِ. واشتهر في الجاهلية هذا القول: "ظلمُ الأقارب أشد مضضاً من وقعِ السيف" فأخذه طرفة بن العبد وقال: فظلم بني القربىَ أشد مضاضةً/ على المرءِ من وقع الحُسامِ المهندِ. وقيل: إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك. قال الشاعر: وما من يد إلا يد الله فوقها/ وما ظالم إلا سيبلىَ بأظلمِ/ تأنَّ ولا تعجل لأمرٍ تريده/ وكن راحماً للناس تبلى براحمِ.
حسبي الله ونعم الوكيل عشرة ملايين مسلم في إقليم أراكان الذي احتلته بورما البوذية يتعرضون الآن لإبادة جماعية إجرامية وسط تعتيم دولي مريب ؟!!
وقال الشاعر: ما طار طير وارتفع/ إلا كما طار وقع وقيل: بليتُ بما قد كنت تبلى بمثله/ ولا ظالم إلا سيبلىَ بظالمِ قيل: إذا قام جناة الشر فأقعد، و.. إياك والبغي فإنه عقال النصر، و.. إذا ظلمت فاحذر. قال الإمام الشافعي: إذا ما ظالمُ استحسن الظلم مذهبا/ ولجَّ عتواً في قبيح اكتسابهِ/ فكِلهُ إلى صرف الليالي فإنها/ ستدعو له ما لم يكن في حسبانهِ/ فكم قد رأينا ظالماٍ متمردا/ يرى النجمَ تيهاً تحت ظل ركابهِ/ فعما قليلٍ وهو في غفلاتهِ/ أناخت صروف الحادثات ببابهِ/ وجُوزيَ بالأمر الذي كان فاعلاً/ وصبَّ عليه الله سوط عذابهِ. عن الملوك والسلاطين قال الشافعي ماذا تؤمل من قومٍ إذا غضبوا/ جاروا عليك وإن أرضيتهم ملوا قال بعض الحكماء: إذا زادك السلطان تأنيساً فزده إجلالاً، وإذا جعلك أخاً فاجعله أباً، وإذا زادك إحساناً فزده فعل العبد مع سيده، وإذا دخلت على السلطان مع الناس فأخذوا في الثناء عليه، فعليك بالدعاء له ولا تكثر. وروي أن بعض الملوك استصحب حكيما فقال له: أصحبك على ثلاث خصال قال: وما هن؟ قال: لا تهتك لي سراً، ولا تشتم لي عرضاً، ولا تقبل فيّ قول قائل حتى تستشيرني. قال: هذا لك، فماذا لي عليك؟ قال: لا أفشي لك سراً، ولا أدخر عليك نصيحة، ولا أُثر عليك أحداً.