وفي صحيح مسلم رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما نقص مال من صدقة". وفيه أيضاً عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا ابن آدم! إنك إن تبذل الفضل خير لك، وإن تمسكه شر لك، ولا تلام على كفاف". وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تعالى: أَنْفِق يا ابن آدم أُنفق عليك". عباد الله: ثبت في الصحيحين عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر النار فتعوذ منها وأشاح بوجهه ثلاث مرات، ثم قال: "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة". ففي هذا الحديث أن الصدقة تقي من النار ولو كانت تمرة واحدة أو بعض تمرة، أو كلمة طيبة إذا لم يجد الرجل أكثر منها. وقد رويت آثار عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل الصدقة، منها: "أنها تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وتسد سبعين باباً من السوء، وأن البلاء لا يتخطى الصدقة، وأنها تزيد في العمر وتمنع ميتة السوء، وأنها لتطفئ عن أهلها حرَّ القبور". وصح عنه صلى الله عليه وسلم قوله: "كل امرئٍ في ظل صدقته يوم القيامة حتى يُقضى بين الناس".
بَخِلَ بما أعطاه الله تعالى؛ ظانًّا أن ذلك خير له، ولم يُنصِت لقوله سبحانه: ﴿ وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [آل عمران: 180]. أيها الإخوة الكرام.. إن المال أمانةٌ عند العباد، وهم مستخلفون فيه: ﴿ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ [الحديد: 7]. فهؤلاء هم الذين يُبارك الله لهم في أموالهم، ويُضاعف لهم الأجر في الآخرة: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [البقرة: 245]. ومن أهم المعايير التي يُقاس بها إيمان المرءِ الصدقةُ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: « وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ » رواه مسلم. وهي تجارة عظيمة مع الله تعالى، وجهاد في سبيل الله بالمال، وفيها نجاة للعباد من العذاب الأليم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الصف: 10، 11].
التخلص من الذنوب، حيث أن الصدقة تساعد في التخلص من جميع الذنوب والخطايا التي يقع فيها الشخص. حيث أن الشخص المتصدق يمكنه التخلص من الخطايا بكل سهولة. ولذلك يمكنك أن تضع مبلغ محدد كل فترة لتقدمه لشخص محتاج للتخلص من الذنوب. الصدقة تساعد في زيادة المال ولا تنقصه. حيث يمكنك أن تواظب على إخراج المال لوجه الله تعالى لتحصل على أفضل رزق حيث أن الصدقة سوف تزيد من رزقك بصورة كبيرة. فلا تقلق من التبرع بالمال فسوف ترزق بأكثر منه في أقرب وقت، فلا تخشى أن تنفق من بعض مما معك فالله سوف يعوضك عن ذلك بالأفضل وفي أقرب وقت. الصدقة سوف تمنحك رضاء الله عز وجل، حيث أن الصدقة تمنع غضب الله عنك وجعلك تقترب منه بكل الطرق. هزيمة الشيطان والتخلص من وجودهم في حياتك حيث أن الصدقة لها فوائد عظيمة للغاية. حيث أن الصدقة تساعد بشكل كبير تكسير أنياب الشياطين. الصدقة دليل قوي على صدق الإيمان بشكل كبير، حيث أن الإيمان بالله يجعلك تتصدق بأغلى ما تمتلك. فالصدقة تقرب العبد من الله، حيث أن الصدقة هي امتحان للشخص بشكل رائع حيث أنه ينفق من شيء يحبه وقريب منه. الصدقة سبب نزول الأمطار وسعة الرزق فلا تقلل من شأن أي صدقة لله، بل عليك أن تفرح عند إخراج أي صدقة مهما كانت بسيطة فسوف تكون سبب في فتح أبواب الرزق أمامك.