ت + ت - الحجم الطبيعي تقديري أن كلمة وطن، تعني في مجملها «الأمان» الوطني الذي يعطينا الشعور بالأمان. وإذا فقد الإنسان الشعور بالأمان في وطنه، هان عليه أن يتركه، بمعني أن يهجره أو يهاجر منه. وقد سمعت هذا التساؤل في إحدى القنوات التلفزيونية المصرية قبل نشرتها للأخبار، تقول: يعني إيه الوطن، يعني حدود ولا أرض ولا «حالة شجن»، تقديري أنه يعني أكثر ما يعنيه «حالة شخص». وقد سألت عدة أشخاص من القريبين مني والمختلفين في مستوى التعليم ومستوى التعبير ومستوى الثروة، فجاءت مع ذلك إجابتهم، وإن اختلفت في معناها اللغوي، فإنها اتفقت في مضمونها وفحواها. قال أحد من سألتهم، هي داري وزوجتي وأحفادي ورزقي، وقال آخر ما يقرب من هذا المعني، قائلاً هي قريتي وأهلي وناسي ومنامي، وقالت سيدة على قدر من الثراء، وأتاح لها ثراؤها أن تسافر إلى كثير من بلاد العالم، قالت هي الحضن الكبير، وهي أهلها ونيلها، ثم أضافت، كدت أتعثر مرة وأنا أسير في أحد شوارعنا، وكان بالقرب مني شاب لا أعرفه ولا يعرفني، وأظن أن سني لم يكن مصدر إغراء له، فأنا على الأرجح أكبر من أمه. ولكن مع ذلك، بمجرد أن رآني أتعثر، تقدم لمساعدتي بكل حنان ومودة، وظل يساندني إلى أن طلبت سيارة أخذتني إلى منزلي.
هل هذا صحيح ، ما هو الوطن لشخص عصري؟ هل معنى هذا المفهوم المتغير للحياة يتغير مع مرور الوقت؟ دعونا معرفة ذلك. أصل الكلمة وغني عن القول ، هذا المفهوم متأصل في عمق غير معروف من العصور. أساس ذلك هو "جنس". هذا ما كان قوة وحب للروس القدماء. رود لا يعني فقط بيئة موثوقة والدعم. لقد كان رمزا للقدرة على العيش دون التعرض لخطر الانقراض المستمر من قوى خارجية معادية. اتضح أن أصل كلمة "الوطن الأم" قديم جدًا ولا يقل عمقًا. معنى كلمة "الوطن الام" دعونا نلقي نظرة على العديد من الخيارات لتفسير المفهوم. هناك أبسط ، وحتى التفسير البدائي: المكان الذي ولد فيه الشخص. هذا يشير إلى الإقليم الجغرافي والإداري. بمعنى واسع - البلد ، في أضيق - المدينة (قرية ، قرية ، وهلم جرا). من الغريب أن تفسر معظم القواميس كلمة "الوطن" بالمعنى الدقيق للكلمة بالضبط. اتضح أن السؤال "ما هو الوطن الأم؟" يمكن القول بثقة أن هذه هي بالضبط الحالة التي حدث فيها رؤية النور. هل هذا حقا هكذا؟ خاصة في الظروف الحديثة ، عندما تنشأ الدول وتموت ، وأحيانًا لا يكون لديها وقت للبقاء على قيد الحياة لبضعة عقود. ماذا ، أولئك الذين ولدوا في الاتحاد السوفيتي ، لم يعد لديهم وطن؟ ربما ، ينبغي تفسير هذا المفهوم أعمق بكثير من حدود الدولة.
لكن لم يأخذ الرئيس الروسي موقفهما بالاعتبار أيضاً، ويتراجع اهتمامه طبعاً بآراء المواطنين العاديين. لا تستطيع الحملات الدعائية أن تُحوّل طموحات بوتين إلى منتج إيديولوجي لأن هذه الخطوة لا تحمل أي جانب منطقي. هو يواجه مأزقاً إيديولوجياً حقيقياً. لهذا السبب، يسمع الناس تفسيرات غير منطقية مثل استعمال الرمز "Z". لكن يحمل الاستعمال الروسي لهذه العلامة الفارغة ناحية إيجابية. خلال الأشهر القليلة المقبلة، من المتوقع أن يتراجع مستوى معيشة المواطنين بدرجة كبيرة (سبق وانخفض منذ الآن أصلاً). يظن عدد كبير من الروس أن الحكومة ستتكيّف مع هذه الأزمة، وأن العقوبات ليست مريعة لهذه الدرجة، وأن الصين تبقى مستعدة لمساعدتهم. لكن سيتّضح حجم المشاكل الحقيقية لاحقاً. غالباً ما يؤدي تدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي إلى تراجع نسبة تأييد السلطات (يكفي أن نتذكر إصلاح معاشات التقاعد في العام 2018). في مرحلة معينة، لا مفر من أن يسأل الروس رئيس البلد والحكومة: "ما سبب معاناتنا هذه"؟ لن يبقى تبرير المعاناة بشعار "Z" كافياً حينها. روسيا
مع خسارة مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان للجولة الثانية الحاسمة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، رغم محاولاتها الثلاث، بدا واضحاً أن اليمين المتطرف ممثلاً بـ«التجمع الوطني» لن يدير شؤون فرنسا، أقله في السنوات الخمس المقبلة. بيد أن لوبان اقتربت كثيراً من هدفها إذ أنها حصلت على 42 في المائة من أصوات الناخبين، وهي بذلك حققت قفزة مهمة قياساً لما حصلت عليه في العام 2017، حين صوّت لصالحها 34 في المائة من الناخبين، فيما حصل ماكرون على 66 في المائة من الأصوات آنذاك. وتبيّن هذه الأرقام أن الأصوات التي انصبت على ماكرون تراجعت نسبتها بعكس منافسته لوبان. غير أن الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته فاز بفارق مريح، إذ حصل على 58 في المائة من الأصوات ونجح في الأسبوعين الفاصلين بين الدورتين الأولى والثانية في تحسين موقعه بما يؤهله لولاية جديدة للإقامة خمس سنوات إضافية في قصر الاليزيه. أوروبا تتنفس الصعداء لكن هذا الفوز لا يتعين أن يغطي المخاطر، وأولها أن فرنسا، وهي دولة نووية لها مكانتها في العالم، وتحتل مقعداً دائماً في مجلس الأمن وتتمتع بثاني أكبر شبكة دبلوماسية (بعد الولايات المتحدة) كادت تقع تحت نفوذ اليمين المتطرف، الأمر الذي كان سيشكل كارثة على أوروبا، شبيهة في وقعها بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.