المسألة الثامنة: قال أبو حنيفة رحمه الله: المصابة بالفجور لا تستنطق ، لأن استنطاقها إشاعة للفاحشة وذلك ممنوع منه.
هذه الأحكام وغيرها كانتْ بمنزلة السياج والعلاج؛ بُغية تجفيف منابع الفاحشة؛ حتى لا تراها عين، ولا تسمعها أذن، ولا يَتَحَدَّث بها لسان. يتضح لنا - على هَدْي ما ذكر - عظم الجُرْم الذي يقع فيه الذين يروجون للفواحش في المجتمع المسلم، ويزينونها في عيون الأغرار من الناس، وليس أخطر على المجتمع من اعتياد الشرِّ وقبوله، ولو عند الطرف الآخر، ممن نعتقد أنهم على ضلال؛ لأن مبدأ التهوين يقود إلى التليين ثم التزيين. لقدِ ازدادتْ خُطُورة نشْر الفاحشة بازدياد أوعيتها، وتنوُّع أساليبها، فقد يعجز المرء عن حصْر ومتابعة وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمشاهدة، والتي جعل أكثرها من تزيين الفاحشة هدفًا، تُعَدُّ من أجله النصوص والمقالات. ولا بأس أن أذكر هنا ما ذكره مخرج تائب، فقد قال: كان يأتي إلينا المنتج من بعض دول الخليج، فيقول: أريد الممثِّلة فلانة مع الممثل فلان، في مسلسل تقوم فكرته على أنَّ العلاقة بين الشاب والفتاة قبل الزواج مستحبَّة، وتسهم في استمرار الحياة الزوجية، ويصب في هذا الاتجاه ذلك الكمُّ منَ المجلات المُوَجَّهة للشباب والشابات، والتي يباع أكثرها بأقل من سعر التكلفة؛ بغية الوصول إلى أكبر قطاع منَ الشباب وإفسادهم.
المجاهرة بمعنى إظهار ما ستر الله على العبد من فعله المعصية؛ كأن يُحدِّث بها تفاخرًا أو استهتارًا بستر الله تعالى، وهؤلاء هم الذين لا يتمتعون بمعافاة الله عز وجل. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. وبعد: فإن الذنوب والمعاصي عاقبتها وخيمة في الدنيا والآخرة، قال تعالى مبينًا أضرارها على العباد: { فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت:40]. وأعظم هذه الذنوب المجاهرة بها، ومعناها أن يرتكب الشخص الإثم علانية، أو يرتكبه سرًّا فيستره الله عز وجل ولكنه يخبر به بعد ذلك مستهينًا بستر الله له، قال الله تعالى: { لَّا يُحِبُّ اللَّـهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} [ النساء:148]، جاء في تفسيرها: "لا يحب الله تعالى أن يجهر أحد بالسوء من القول، إلا من ظُلِم، فلا يُكره له الجهر به" (تفسير القرطبي: [7/199]).
تاريخ الإضافة: 29/8/2020 ميلادي - 11/1/1442 هجري الزيارات: 36414 تفسير: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة) ♦ الآية: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: النور (19). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ ﴾ يفشوَ الزِّنا ﴿ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ وهم المنافقون كانوا يشيعون هذا الكذب ويطلبون العيب للمؤمنين وأن يكثر فيهم الزنا. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله تعالى:﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ ﴾، يعني يظهر وَيَذِيعَ الزِّنَا، ﴿ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ﴾، يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ وَأَصْحَابَهُ الْمُنَافِقِينَ، وَالْعَذَابُ فِي الدُّنْيَا الْحَدُّ وَفِي الْآخِرَةِ النَّارُ، ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ﴾، كَذِبَهُمْ وَبَرَاءَةَ عَائِشَةَ وَمَا خَاضُوا فِيهِ مِنْ سُخْطِ الله، ﴿ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾.
توضيحي على ما زعم علي أعلاه: أولاً: أصله وليس اصله؟ ثم، الإمام وليس الامام؟ يؤثم وليس يوثم؟ إلخ. عزيزي القارئ، أن كل كلامه مجرد إدعاء ليس فيه أي قدر من الصحة والحقيقة، تماماً كالأخطاء التي وقع فيها في رده علينا. يزعم علي التميمي إنه خريج كلية التربية. كما قلت لك إنه حديث لإمام علي بن الحسين (زين العابدين) وليس للصادق، اذهب وابحث في بواطن المصادر ستجد إنك والوائلي على خطأ. الآن تأتي وتزعم أن أصله عن الإمام زين العابدين!!. عجبي، خريج كلية التربية وهذا مستواك!! ماذا لو لم تدرس القواعد العربية مثلي أنا العبد الفقير؟. يا علي، محاضرة أو اثنتين، وليست محاضرة أو اثنين؟ لأن النعت يتبع المنعوت؟ إذا كان المنعوت مؤنثاً يكون النعت مؤنثاً أيضاً، وإذا كان المنعوت مذكراً يكون النعت مذكراً أيضاً، وإذا كان المنعوت بألف لام التعريف يكون النعت بألف لام التعريف إلخ. 05 04 2022 تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط