وقيل إنّه علّم قومه العلوم، وإنه أول من استخرج الحكمة وعلم النجوم فإن الله سبحانه وتعالى أفهمه أسرار الفلك وتركيبه، وأفهمه عدد السنين والحساب، وقيل إنه أول من نظر في علم الطب، وأول من أنذر بالطوفان، وأول من رسم لقومه قواعد تمدين المدن. وأقام للأمم في زمانه سنَنًا في كل إقليم سنّةً تليق بأهله. حكم سيدنا إدريس عليه السلام ومواعظه: اشتهر سيدنا إدريس عليه الصلاة والسلام بالحكمة والمواعظ المؤثرة، فمن حكمه عليه الصلاة والسلام (الصبر مع الإيمان بالله يورث الظفر) وقد قيل إن هذه الحكمة كانت منقوشة على فص خاتمه، ومنها: (إذا دعوتم الله فأخلصوا النية وكذا الصيام والصلوات فافعلوا) أي أخلصوا النية لله تعالى في الدعاء والصيام والصلوات. ومنها (تجنبوا المكاسبَ الدنيئة)، ومنها: (من أراد بلوغَ العلم والعمل الصالح فليترك من يده أداة الجهل وسىء العمل)، ومنها: (حياة النفس الحكمة)، ومنها: (لا تحلفوا بالله كاذبين). فائدة: رُوي أن سيدنا إدريس عليه الصلاة والسلام جاءه مرة إبليس في صورة إنسان وكان سيدنا إدريس يخيط وفي كل دخلة وخرجة يقول سبحان الله والحمد لله، فجاءه إبليس اللعين بقشرة وقال له: الله تعالى يقدر أن يجعل الدنيا في هذه القشرة؟ فقال له سيدنا إدريس: الله تعالى قادر أن يجعل الدنيا في سَمّ هذه الإبرة أي ثقبها، ونخس بالإبرة في إحدى عينيه وجعله أعور، وهذا ليس ثابتا من حيث الاسناد.
م واندثر اسمها تماماً ولم تكشف عنه إلا الحفريات الحديثة وأصبح يطلق على كل ما هو عراقي قديم الاسم المعروف (بابل) ثم أطلق الإغريق تسمية (ما بين النهرين – ميزوبوتاميا Mesopotamia) هي تسمية متأخرة، ولذلك نرى أن هرمس الذي تشير له المصادر القديمة قبل الطوفان هو سومريّ الأصل ولا يمكن أن يكون بابلياً لأن بابل لم تكن قد وجدت قبل الطوفان وكذلك مصر كدولة وعمران وأهرامات.
وأما قول سيدنا إدريس عليه السلام: الله تعالى قادر أن يجعل الدنيا في سم هذه الإبرة، أراد به أن الله تبارك وتعالى قادرٌ أن يصوّر الدنيا أصغر من سم الأبرة ويجعلها فيه، أو يجعل سم الأبرة أكبر من الدنيا فيجعلها أي الدنيا في سم الإبرة، لأن الله تبارك وتعالى على كل شىء قدير، وإنما لم يفصل له سيدنا إدريس عليه الصلاة والسلام الجوابَ لأنّه معاند، ولهذا عاقبه على هذا السؤال بنخس العين. ذكر هذه القصة الأستاذ أبو إسحاق الإسفرايني في كتابه الترتيب في أصول الفقه. رفعُ إدريس عليه السلام إلى السماء ومكان موته: أقام سيدنا إدريس عليه الصلاة والسلام في العراق وفي مصر يدعو إلى دين الإسلام، جاهد في سبيل الله، وصبر في الدعوة إلى الله الصبر الجميل، وتحمل من قومه الكثير وهو يدعوهم إلى الالتزام بالشريعة وبطاعة المولى سبحانه وتعالى وعدم معصيته. ثم رفعه الله تبارك وتعالى إلى السماء كما قال الله تعالى في حق إدريس عليه الصلاة والسلام: { إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً * وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيًّا} (سورة مريم/56-57). وقد اختلف المؤرخون في السماء التي رفع إليها سيدنا إدريس عليه السلام، فقد روي عن ابن عباس أنه قال في تفسير الآية: إن الله رفعه إلى السماء السادسة فمات بها، وروي عن مجاهد في قوله تعالى: { وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيًّا} قال السماء الرابعة، والصواب أنه عليه الصلاة والسلام مات على هذه الأرض كما تقدم.
مولده ونشأته ودعوته إلى تطبيق شريعة الله سيدنا إدريس عليه الصلاة والسلام وهو ثالث الأنبياء بعد ءادم وشيث عليهم السلام، ولقد اختلف العلماء في مولده ونشأته فقال بعضهم إن إدريس ولد ببابل مدينة في العراق، وقال ءاخرون إنه ولد بمصر والصحيح أنه ولد بالعراق في مدينة بابل. وقد أخذ إدريس عليه السلام في أول عمره بعلم شيث بن ءادم عليهما السلام، ولما كبر ءاتاه الله النبوة والرسالة وأنزل الله عليه ثلاثين صحيفة كما جاء في حديث أبي ذر رضي الله عنه الذي رواه ابن حبان، فصار عليه السلام يدعو إلى تطبيق شريعة الله المبنية على دين الإسلام الذي أساسه إفراد الله تعالى بالعبادة، واعتقاد أنّه لا أحد يستحقّ العبادة إلاّ الله، وأن اللهَ خالق كلّ شىء ومالك كل شىء وقادر على كل شىء، وأن كل شىء في هذا العالم يحصل بمشيئة الله وإرادته وأن الله تبارك وتعالى لا يشبه شيئًا من مخلوقاته، ولا يشبهه شىء من خلقه. فعاش سيدنا إدريس عليه السلام يعلّم الناس شريعة الإسلام وأحكام دين الله، مع أن الناس الذين كانوا في زمانه كانوا مسلمين مؤمنين يعبدون اللهَ تعالى وحده ولا يشركون به شيئًا، واستمرّ الأمر على هذه الحال إلى أن ظهر إبليس اللعين للناس في صورة إنسان ليفتنهم عن دين الإسلام، وأمرهم أن يعملوا صورًا وتماثيل لخمسة من الصالحين كانوا معروفين بين قومهم بالمنزلة والقدْر والصلاح.
فيقال أن: لقد كرم المصريون النبي إدريس لأنه هو الذي نظم حياتهم ، وبعد وفاته خلدوا ذاكرته بتماثيل تشبهه ، ومع مرور الوقت وأقنعهم الشيطان بعبادته فمن شده تعلقهم به وحبهم وتقديرهم له عبدوه وكان يسميه المصريون"أوزوريس". وقالوا عنه الأسطورة الخرافية "إيزيس وأوزوريس" ووصفوه بإنه إله العالم السفلي وهو الذي يحاسب الموتى في الآخرة. توفي نبي الله إدريس عن عمر يناهز 82 عامًا بعد أن رفعه الله حياً إلى الجنة وأمر ملك الموت أن يأخذ روحه في الجنة الرابعة لحكمة يعرفها الله تعالى وحده. لكن هل نبي الله إدريس هو أوزوريس؟ جاء في القرآن وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا، وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا. سورة مريم- الآيتان 56 و 57 يقول القرطبي في تفسيره للآية: «إدريس – عليه السلام – أول من خطّ بالقلم وأول من خاط الثياب ولبس المخيط، وأول من نظر في علم النجوم والحساب وسيرها. وسمي إدريس لكثرة درسه لكتاب الله تعالى، وأنزل الله تعالى عليه ثلاثين صحيفة». وأمّا «ورفعناه مكانًا عليّا» فقد ذكر كل من الطبري والقرطبي وابن كثير في تفسيراتهم أقوالًا تفسرها بأنه قد رُفِعَ تحت جناح أحد الملائكة إلى السماء الرابعة وفيها كان قبض روحه.
بعد أن تحدثنا فى الجزء الأول من قصص الأنبياء عن قصة سيدنا آدم عليه السّلام من حيث: بدايه ظهوره وبداية ظهور السيدة حواء واختبار الله لهم ثم وسوسة إبليس لهم، مما ترتب عليه هبوط أدم وحواء من الجنة إلى الأرض، لكن الله غفر لهم ذنبهم وأمرهم بتعمير الأرض. ثم تحدثنا فى الجزء الثانى عن قصة الصراع بين الأخوة "قابيل" و"هابيل" حيث قتل قابيل أخاه هابيل ، ودفن سيدنا آدم "أول الأنبياء المرسلين" في جبل القبيس بمكة المكرمة بعد أن أنعم الله عليه بالخلف الصالح ليعوضه عن فقدان ابنه "هابيل" فقبيل الشروع فى الحديث عن الجزء الثالت من قصص الأنبياء يجب التنويه أن: نحن لا نتحدث عن قصص الأنبياء من الناحيه الدينيه [ حيث أن الدين له دارسيه وأهل التفسير وهم الأحق فالحديث عن تلك الأمور]، ولكننا نتحدث من الناحيه التاريخيه لنتعرف على ترتيب الاحداث من قبل سيدنا ادم حتى الوصول لسيدنا محمد صل الله عليه وسلم. الجزء الثالث نبي الله إدريس. نبى الله ادريس ثانى الانبياء وُلِد ونشأ في مصر ، وكان أول من يخيط الملابس وأول من يكتب بالقلم. علم المصريين قواعد إنشاء المدن ، وكان أول من تحدث عن علم الفلك والطب وحذر من الطوفان أنزل الله عليه 30 صحيفة (وصية) بسبب بداية التطور البشري ، لذلك احتاج البشر إلى قواعد وأوامر جديدة من الله ليدير حياته ويكون قادرًا على مواكبة العالم بخطواته السريعة.
بقلم | fathy | الاحد 12 مايو 2019 - 03:29 م يقول الله تعالى في سورة مريم: " وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57)". نبي الله إدريس أحد الأنبياء الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم، مرات عديدة، وقد ذكره تعالى الله مع الأنبياء والمرسلين في سورة مريم والأنبياء فقال: ﴿وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ 85/21وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ﴾ [الأنبياء:85-86]. وقد وصفه الله تعالى بأنه صديقٌ نبيٌّ، صابرٌ، صالحٌ، وفي مكان عليً والصِّدِّيق. وزاد في صفات إدريس أن الله سبحانه قال عنه "ورفعناه مكاًنا عليًا"، فكل نبي لابد أن يكون متصفًا بالصدق والأمانة معصومًا من الكذب والخيانة ومن كل ذنب كبير وصغير قبل النبوة وبعدها على الأصح من الأقوال العلماء، ووصفه بالصبر يدل على أنه قد لقى من قومه عنتًا شديدًا وأذىً كثيرًا وابتلى بأنواع من البلاء، فقابلها بالشكر والرضا؛ لهذا وصفه الله بالصلاح وهو أعظم وصف يتمناه عباد الله المخلصين. رفع الله إدريس مكانًا عليًا، ولم تكن له شريعة ذات أحكام كثيرة، ولم يكن في قصته شيء من العبر يزيد على ما جاء في قصص الأنبياء من بعده فطواها الله استغناءً عنها لذلك، وقيل أنه لم يعش طويلا رغم أن هناك روايات تؤكد أنه عاش ألف سنة.