فمرحباً بنفحات الجنة ، ورضا الرحمن ، فالزائر قد طالت غيبته ، وعظمة مكانته ، له في النفس شوقا ، وكيف لا وهو طريق الجنة ، أجوره مضاعفة ، وأعماله مباركة ، قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ؛ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ)). فلنتعرض لنفحات الله تعالى في هذا الشهر الكريم ، ولنعقد العزم من أول يوم من أيامه أن نكون إلى الله أقرب وعن النار أبعد ، لكي لا نضيع فرصاً قد أتت ، فلعلنا لا ندرك رمضان ، ولعل رمضان يأتي ولا يلقانا ، فكم من عزيز كان معنا في رمضان الماضي وهو الآن تحت الثرى. وهذه ثلاث نفحات ربانية ، وبشارات نبوية ، ينبغي للمسلم اغتنامها والتعرض لها، أولها: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ((، وثانيها: قوله صلى الله عليه وسلم: (( مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)) ، وثالثها: قوله النبي صلى الله عليه وسلم: (( مِنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)).
سيجعل لهم الرحمن ودا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فارفع ملفك لمحكمة الآخرة ـ فان الشهود ملائكة والدعوى محفوظة والقاضي أحكم الحاكمين كان أبو بكر رضي الله عنه اذا صلى الفجر خرج الى الصحراء.. فاحتبس فيها شيئًا يسيرًا.. ثم عاد الى المدينه.. فعجب عمر رضي الله عنه من خروجه…فتبعه يومًا خفيةً بعدما صلى الفجر …فأذا ابو بكريخرج من المدينه ويأتي خيمه قديمه في الصحراء.. فاختبأ له عمر خلف صخره…فلبث ابو بكر في الخيمه شيئا يسيرا. ثم خرج …فخرج عمر من وراء صخرته ودخل الخيمه … فأذا فيها امرأه ضعيفه عميــاء …وعندها صبيه صغار…. فسألها عمر:من هذا الذي يأتيكم … فقالت: لا اعرفه.. هذا رجل من المسلمين.. يأتينا كل صباح منذ كذا وكذا… قال:فماذا يفعل ؟ قالت: يكنس بيتنا.. ويعجن عجيننا.. ويحلب داجننا … ثم يخرج.. فخرج عمر وهو يقول: لقد اتعبت الخلفاء من بعدك ياابا بكر …لقد اتعبت لخلفاء من بعدك يا ابا بكر… وكان علي بن الحسين رضي الله عنهما يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل.
وأحاديث القسم الثاني منها الصحيح والضعيف بل والموضوع. القسم الثاني: ما لم يشترط أصحابها الصحة ، وهو ينقسم إلى أقسام: 1 – قِسم يُورِدون الأحاديث مورِد الاحتجاج ، كأبي داود والنسائي ، فهذا تقوية للحديث لا تصحيح ، إذ قد يوجد عندهم الضعيف. 2 – قِسم يُورِدون الأحاديث في الجوامع لا مورد الاحتجاج ، كجامع الترمذي ، وهو يَتكلّم على الأحاديث ، وفيه الصحيح والضعيف وقد يوجد فيه الموضوع. 3 – قسم يَجمعون الأحاديث على مسانيد الصحابة ، كمسند الإمام أحمد ، وهو لا يشترط الصحة ، وإن كان يتجنّب الموضوع. فهذه الكُتُب لا يُمكن أن يؤخذ الحديث منها مأخذ الصِّحّة ، بل يُنظَر فيها ، فإذا صحّ الحديث كان محل احتجاج. وعُذر الأئمة في إيراد الصحيح وغيره في أمرين: الأول: أن من أبرز إسناده فقد بَرِئت عُهدته ، وبقي النظر في الإسناد. الثاني: أنه قد يتقوّى بالمتابعات والشواهد ، فإذا وُجِدت طُرُق أخرى عند غيرهم فقد يتقوّى بها الحديث. القسم الثالث: ما يكون مظنة الحديث الضعيف ، وهذا كسُنن الدارقطني ومعاجم الطبراني ، فإنها مظنة الأحاديث الضعيفة والغرائب والمفاريد. وهذا القسم يجب أن يتنبّـه من ينقل منه إلى طريقة المؤلفين فيها.